الشاعر علي طاهري يبكي في قصيدة رثائية في الوالد الراحل الشيخ علي جباري-رحمه الله وكان وكيلاُ للمعهد العلمي في ضمد عندما كان طالباً به .
(على أطلال الرحيل)
ماخلت أني بالمصائب أفجع
أبدا،وقلبي بالحوادث يفزع
ما كان يفجعني الرحيل إنما
أبكي حبيبا عن عيوني يزمع
حتى رأيت الشيخ في أكفانه
يعلو على هام الرجال ويرفع
هي هكذا الدنيا لقاء عابر
ثم المنية والرحيل الأفظع
فاذرف دموعك يا فؤاد ،وجد بها
هيهات من ركب القطار سيرجع!
في كل يوم للفناء قوافل
وسحائب الأحزان لا تتقشع
هذا (علي) قد ترجل ماضيا
لله..يرجو ماهناك،ويطمع
ما خلت قبل رحيله وفراقه
أن الكواكب للسماء تودع
لكنها دنيا..وهذا حالها
والكل من أهوالها يتوجع!
(فالعيش نوم والمنية يقظة)
والناس فيها قادم ومودع!
هذي حقيقتها لنا..لكننا
بسرابها البلقاع دوما نخدع
رحل الحبيب وكل راس مطرق
حزنا عليه، وكل عين تدمع
رحل الحبيب وكل قلب واجم
يبكي الفراق،وكل روض بلقع
ياراحلا ترك النفوس كليمة
بفراقها نار تشب وتولع
تبكيك أرواح تضرم وجدها
تبكي الثكالي،واليتامى الرضع
ياشيخ طيفك لم يغب عن ناظري
ونداك في قلبي يعاد ويسمع
المعهد العلمي في ضمد بكى
موت الحبيب وقلبه يتقطع..
في المعهد العلمي كنت لنا أبا
ومعلما ، منك المكارم تترع
مازلت أبصرفي يديك عصا الرضا
وبها الشمائل والخصال الأرفع
أوسعتنا عطفا ومرحمة، ومن
يأتي إليك فباب قلبك أوسع
قد كان مطلعكم يفيض حفاوة
واليوم…آه..أين ذاك المطلع؟!
يامنبرا للعلم يكسوه التقى
مالي أراك مكمما لاتصدع؟!
يا شعلة للحق مشرقة السنا
خمدت ،وما عادت تشع ، وتلمع!
يامن إليك يعود من حارت به
تلك الهموم؟!..وفي العظائم مرجع
آراؤكم في المشكلات رشيدة
وكلامكم إن قيل يوما يسمع
رجل محيط في العطاء،وقدره
في سابحات رجالنا متربع
رجل له في كل قلب منزل
وبكل قلب منه حب أرتع
وبذوره غرست،وهاهو طلعها
أو ما ترى تلك الجموع تشيع؟
لم أستطع نظرا إلى القبر الذي
ووريت فيه، وكنت لا أتزعزع
في القبر جسم بارد ،ومنعم
والروح منزلها المكان الأرفع..
لو كان يفدى راحل ومودع
لفداك أبناء القبيلة أجمع..
فلتصبروا ..إن البكاء سينقضي
ودعاؤكم للراحلين سينفع
نم في رياض الخلد ، في روضاتها.
بإذن الله…أحرى بمثلك بالعطاء يمتع
ذاك النعيم به الأحبة تلتقي
عند الرحيم،وفي الجنان ستجمع..
علي طاهري..
البيض الأعلى (فلس)
11/10/1436 م