
( في وداع مـصر … هبة النيل)
.
.
.
يا مـِصرُ جئتُكِ مُـشتاقا تسـَابقـُني
تلكَ الصّباباتُ كَي ألقى الذي تَعِدِي
قَـطفتُ مـن روضِـك الفتّـان أغنيةً
ومـن صَباحكِ شـَمساً أشْرقتْ بيدِي
تَلونتْ فيكِ أشكالُ الجـَمالِ ضُحى
و شـَاركتني اللـّيالي ســِرّها الأبَدِي
دَعــَوت فـِيكِ أســَاطيراً مُـعـَتّـقـَة
فَــجَـاوبتـنيَ فـِي نـَأْيٍ عـَـن الرّصَدِ
صــَلّـيتُ للــوَردِ إذ هـَبتْ نـَسـَائمـُه
و للـعـُيونِ الـتِي اصـْفـَى مـِن البـَرد
و للـقُـلـوبِ التـِي أهـْدتْ طـَهـَارتـَها
و للـعـُهـُودِ التـي عـَتـّقـْتـُهـَا لـِغَدِي
و للـشِّـراعِ الـذي أرسـَلـتـُه سـَحـَرا
فـعَـاد يبـْحِـرُ بـِي في غَـيبةِ الجـَسـَدِ
تلـَوتُ فـِيكِ أنـَاشـِيدَ الهـَوى طــَرباً
ثـُم أنـْتـَبـَهـْتُ ولا ألـْوِي عـَلى أحـَدِ
والآنَ أرحـَلُ .. لا قـَلبِي يُطـَاوعُنِي
ولا الحنين الذِي قد حـَلّ فـِي كـَبِدِي
سـَنـَلتـَقِـي ..لا تـَقُولِي زارَنا ومـَضَى
سـَنلتـَقي .. قـَسَماً بالـوَاحدِ الصّمـَدِ
محمد حيدر مثمي
القاهرة 2015