الشاعر علي طاهري..يطل علينا بقصيدته الرائعة ،والتي ألقاها في دار الملاحظة بجازان..بمناسبة حفل تحفيظ القرآن الكريم لنزلاء الدار…
( القرآن والسجن)
حي الشهور وخصه رمضانا
وسل الإله الخالق الغفرانا
قم في الدجى ناج الإله
وقل له يارب وفق أرضنا جازانا
يارب أمنا في البلاد ورفعة
واحفظ مليك بلادنا سلمانا
إني أتيت وفي المشاعر لهفة
لأرى بنات المجد،والشبانا
وأتيت أبعث في النفوس حياتها
وأقابل الأبطال والشجعانا
فمن السجون ومن دهاليز الشقا
من ها هنا شع الضياء وبانا
سل في كتاب الله سورة يوسف
وسل العزيز وسائل السجانا
أو لم يكن ذاك النبي مقيدا
ومع الرعاع معذبا .قد عانى؟؟
لكنه قد عاش بين رفاقه
في السجن ينبض شخصه إحسانا
لا زال يرقب رغم ديجور
الأسى نورا ..ويدعو خالقا منانا
ماضاق بالآلام يوما أو شكى
لم يخش غربته، ولا القضبانا
وقضى الشباب-كماقضيتم-هاهنا
متعبدا،عف اللسان ، مصانا
وسل ابن حنبل ،وابن تيمة
فكم مكثوا السنين،وجرعوا الحرمانا
لكنهم..خرجوا هداة للورى
لم يحملوا حقدا،ولا أضغانا
كم من قلوب ضائعات عندما
سجنت ،تحسن وضعها وازدانا
وكذلك من ساءت بهم أحوالهم
بعد السجون وواصلوا الطغيانا
فاختر -أخي- ولا تكن مستعجلا
واحذر دروب الشر، والعصيانا
فالسجن مدرسة إذا استثمرتها
ستنال مجدا في الورى، ومكانا
فالسجن -يا أحباب -ليس نهاية
بل محضنا قد يصنع الإنسانا
بالله ، بالامل الكبير ، وبالرضا
تغدو السجون مراتعا، وجنانا
وكتاب ربي خير ما نقضي به
أعمارنا ،ونعمر الأزمانا
في السجن حر انت إن صاحبته
وبغيره ذقت الأسى ألوانا
هو حبل رب الكون ، وهو نجاتنا
في هذه الدنيا ، وفي أخرانا
ذكر حكيم أحكمت آياته
وبه المهيمن وحده أحيانا
ياسعد من حمل الكتاب بصدره
حفظا، وحاز الضبط والإتقانا
فضل قد اختار الإله لأجله
قوما ..فكانوا للهدى فرسانا
يتسابقون إلى مجالسه
ضحى ومع المساء تراهم إخوانا
.. يتسابقون إلى الهدى،يحدوهم
حفظ الكتاب وسبقهم يتفانى
بشراهمو جنات عدن عطرها
في الخلد روح خالط الريحانا
جعلوا كتاب الله نبض قلوبهم
جعلوه نورا للحياة فكانا
فبعطره يسمو الوجود وينتشي
وبغيره لاتستضئ سمانا
فيه الشفاء لكل سقم نازل
يحيي النفلوس ، وينفع الأبدانا
خير البرية في الورى متعلم
ومعلم أجيالنا القرآنا
يافتية القران سيروا ،واصلوا
حفظ الكتاب لتكملوا البنيانا
كونوا على نهج النبي مصاحفا
في الأرض ، شع ضياؤها وازدانا
وعليكم الإخلاص فهو مطية
ترضي الإله ، وتدفع النيرانا
طوبى لمن عمر الحياة مرتلا
آي الكتاب ، وأحسن العمرانا
يا إخوتي : هذا الكتاب، فأبصروا
درب النجاة ، وشاهدوا البرهانا
عودوا له لتعود نهضة أمسنا
واستلهموه لنستعيد قوانا
يارب..ألبسنا به حلل الرضا
وقنا شرور الخلق، والشيطانا
أصلح لنا ما ساء من أحوالنا
واحفظ لنا الأبناء ، والأوطانا
وتوفنا ..والذكر في أفواهنا
يجري،وفوق قبورنا يغشانا..
علي حمد طاهري
7/9/1436… جازان…
@ali_tahry1000