نبض الحدث-حسن أبوشاهين :
يشهد الحد الجنوبي مأساة حقيقية وإهمال كبير جداً من المسؤولين في ظل الظروف الراهنة ، حيث يسيطر الاستياء على أهالي قرية شعب الذيب الحدودية التابعة لمحافظة الطوال من استمرار انقطاع مياه المشروع الحكومي لأكثر من شهر ، فقد كان هذا الحال كذلك من قبل ولا يزال ، وبدون أسباب تذكر يتم قطعها لأسابيع ثم تعاود العمل .
ويظهر جلياً بأن هذه لم تكن المرة الأولى ، وبذلك تكون تجددت معاناتهم التي عمت كثير من المنازل ، لتتصاعد وصولاً إليكم وتروي تعطل مصالح المواطنين المتضررين حيال المياه التي شعارها الانقطاع ، فهي مشكلة عجزت عن حلها لسنوات مضت ، ويظن الأكثرية بأنه قد تعود الكَرَة مستقبلاً كون هذه المعضلة مستعصية كما يقول الشاعر : لقد أسمعت إذا ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي .
ولا سيما مع ازدياد الأزمة نتيجة الانقطاع لأكثر من شهر على التوالي ، كانت لنا وقفة خصوصاً ونحن نعيش حرارة الصيف وصولاً للشهر الكريم ، فمن المؤسف أن تعاني العشرات من الأُسر لتوفير احتياجاتهم من المياه عبر الاتصال بوايتات حجم صغير يتم تعبئتها من مواطير مياه خاصة وبيعها بمقابل 30 ريال للخزان الواحد بعد انتظار ساعات طويلة لملء ربع خزاناتهم الأرضية لينقضي قبل انتهاء نصف اليوم .
ناهيك عن أن كل هذا في حال تم الرد عليك من الأساس ، فبسبب كثرة الطلبات على الوايتات لا يرد سائقي تلك الوايتات على هواتفهم المحمولة ، مما يجبر معظم المواطنين إلى اللجوء لشراء عبوات مياه ، ثم بعد الانتهاء منها يستعان بتعبئتها ممن لديهم وفرة من المياه لسد احتياجات الأسرة الضرورية ، ليقضي الأهالي معظم أيامهم في نقل احتياجهم من المياه وهلم جرة إلى لحظة رفع هذا التقرير مساء يوم الثلاثاء 1438/9/4 .
هذا وقد أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من هذه الكارثة المتكررة ، وأنهم قاموا بالبحث عن أرقام سائقي تلك الوايتات في وسائل التواصل ، منوهين عن إرهاقهم من هذه المشكلة التي لا يشعر بها إلا من يكابدها ، وما يزيد الأمر تعقيداً أن بعض المنازل لا يوجد بها خزان أرضي ، وقال آخرون بأنهم يقومون بتعبئة عبوات مياه تحسباً لأي انتهاء للماء في الخزان الأرضي .
كما أكد المواطن ج. م أن انقطاع المياه أثر سلباً على نفسيات الكثير والذي يعد من أساسيات الحياة , وأضاف المواطن ع.ع بأن هذه مشكلة أثقلت كاهل الفقير وأشغلت متوسطي الحال للتفرغ للمتابعة والإشراف على المياه ، مشيرين إلى تنامي حالة من الغضب لديهم جراء غياب المسؤول ، وفي السياق ذاته يتساءل البعض إلى متى هذا الحال ؟!
ومن هنا يناشد الأهالي سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر آل سعود حفظه الله للوقوف على الوضع الحالي العصيب الذي يمرون به في القرية المتضررة وإيجاد الحلول الجذرية من قبل مدير المياه بالمنطقة ، فقد عانوا الكثير وأوشك صبرهم على النفاد ، كون المياه في المنازل تعد من الأساسيات التي لا غنى عنها ، مؤكدين استمرار المعاناة الحقيقية والمتكررة والمزعجة كثيراً ومنتقدين في ذات الوقت غياب خطة بديلة لمواجهة تلك الأزمات التي تسببت في ربكة للأسر في الشهر الفضيل .
داعين كذلك للتدخل وإفهام الجهة المختصة بإيقاف استمرار الأزمة الحالية وعدم تكرارها مرة أخرى ، وتقديم المعالجة الفورية للمضخات أو تجديد شبكة المياه بشكل كامل ومراجعة الإمدادات المغذية أو إصلاح أي عطل أو خلل كان لتعود المياه بتدفقها المعتاد في أوقات متفاوتة حسب توفرها ، متمنين كذلك متابعة صيانتها الدورية ليتم الاستفادة منها بالشكل الصحيح .
لافتين إلى أنه قد تم تقديم شكوى لمحافظة الطوال عن انقطاع المياه ومعاناة الأهالي بتاريخ 1438/7/20 وأيضاً شكوى أخرى بتاريخ 1438/8/22 ، لكن المشاهد في مكتبه لمجرد ورقة بالتأكيد ليس كالذي يترجل في الميدان ليتلمس حوائج الناس لأبسط الخدمات الحكومية المتعثرة والقائمة المهملة والمتعطلة ، فالذي يده في الماء ليس كمن يده في النار .
وكذلك تم في المقابل التواصل مع المتحدث الرسمي لمديرية المياه بجازان باتصال قبل رمضان بأسبوعين ، والذي وعد بمتابعة الأمر وللأسف لم يستجد شيء ، ثم تم إرسال رسالة تعقيبية على جواله مساء يوم الأحد 1438/9/2 ولم ترد حتى الآن أي بوادر تعاون أو ذكر لوضع حلول للأزمة وتلافي وقوعها ولا نعلم أيضا ما أسباب الصمت الرهيب أمام المواطنين ؟!
والجدير بالذكر والشيء بالشيء يذكر ، فقد قامت شركة ما بتركيب عدادات مياه قرب المنازل في بعض القرى منذ أكثر من ثلاث سنوات ويزيد ، والسبب مجهول عن توقف الشركة ﻹكمال مشروعها وأسباب غيابها عن حلم يراه الأشخاص بالوقوف أمام منازلهم كل يوم ينظرون فيه لهذا العداد المركب ليسألوا متى سيوصلون فيه مياه التحلية أسوةً بغيرهم ؟!
والآن نضع هذه القضية على طاولة المسؤول في المنطقة وكلنا أمل في أن ترى النور قريباً ، وللذين يؤمنون بسياسة التغيير أرجو الأخذ بعين الاعتبار لم ولن يكن يوماً نقل المسؤولين أو إعفاؤهم حلاً ، بل الحل إنزال عقوبات تحل بهم ، وبالتالي ينتبه الغافل ويحذر المتخاذل عن خدمة البلاد والعباد .